فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال القرطبي:

{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} فيه ثلاث مسائل:
الأولى قوله تعالى: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} الإغواء إيقاعُ الغيّ في القلب؛ أي فبما أوقعت في قلبي من الغيّ والعِناد والاستكبار.
وهذا لأن كفر إبليس ليس كفر جهل، بل هو كفر عناد واستكبار.
وقد تقدّم في البقرة.
قيل: معنى الكلام القسَمُ، أي فبإغوائك إياي لأقعدنّ لهم على صراطك، أو في صراطك؛ فحذف.
دليل هذا القول قوله في ص: {فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [ص: 82] فكأن إبليسَ أعظَم قدر إغواء الله إياه لما فيه من التسليط على العباد، فأقسم به إعظامًا لقدره عنده.
وقيل: الباء بمعنى اللام، كأنه قال: فلإغوائك إياي.
وقيل: هي بمعنى مع، والمعنى فمع إغوائك إياي.
وقيل: هو استفهام، كأنه سأل بأيّ شيء أغواه؟.
وكان ينبغي على هذا أن يكون: فَبِم أغويتني؟.
وقيل: المعنى فبما أهلكتني بلعنك إياي.
والإغواء الإهلاك، قال الله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا} [مريم: 59] أي هلاكًا.
وقيل: فبما أضللتني.
والإغواء: الإضلال والإبعاد؛ قاله ابن عباس.
وقيل: خيّبتني من رحمتك؛ ومنه قول الشاعر:
ومن يَغْولا يعدم على الغي لائمًا

أي من يَخِب.
وقال ابن الأعرابيّ: يقال غوى الرجل يغَوِي غَيًّا إذا فسد عليه أمره، أو فسد هو في نفسه.
وهو أحَد معاني قوله تعالى: {وعصى ءَادَمُ رَبَّهُ فغوى} [طه: 124] أي فسد عيشه في الجنة.
ويقال: غوِي الفصيل إذا لم يدِرّ لبن أمه.
الثانية مذهب أهل السنة أن الله تعالى أضلّه وخلق فيه الكفر، ولذلك نسب الإغواء في هذا إلى الله تعالى.
وهو الحقيقة، فلا شيء في الوجود إلا وهو مخلوق له، صادر عن إرادته تعالى.
وخالف الإمامية والقدرية وغيرهما شيخهم إبليس الذي طاوعوه في كل ما زينَّه لهم، ولم يطاوعوه في هذه المسألة ويقولون: أخطأ إبليسُ، وهو أهل للخطأ حيث نسب الغواية إلى ربه، تعالى الله عن ذلك.
فيقال لهم: وإبليس وإن كان أهلًا للخطأ فما تصنعون في نبيّ مكرم معصومٍ.
وهو نوح عليه السلام حيث قال لقومه: {وَلاَ يَنفَعُكُمْ نصحي إِنْ أَرَدْتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ الله يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [هود: 34] وقد روي أن طاوسًا جاءه رجل في المسجد الحرام، وكان متهمًا بالقَدر، وكان من الفقهاء الكبار؛ فجلس إليه فقال له طاوس: تقوم أو تُقام؟ فقيل لطاوس: تقول هذا لرجل فقيه فقال: إبليس أفقه منه، يقول إبليس: ربِّ بما أغويتني.
ويقول هذا: أنا أُغْوِي نفسي.
الثالثة قوله تعالى: {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المستقيم} أي بالصّدّ عنه، وتزيين الباطل حتى يهلكوا كما هلك، أو يضلوا كما ضل، أو يُخَيَّبوا كما خُيِّب؛ حسب ما تقدم من المعاني الثلاثة في {أَغْوَيْتَنِي}.
والصراط المستقيم هو الطريق الموصل إلى الجنة، و{صِرَاطَكَ} منصوب على حذف على أو في من قوله: {صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}؛ كما حكى سيبويه ضرب زيد الظهر والبطن.
وأنشد:
لَدْنٌ بِهَزِّ الكَفِّ يَعْسِل مَتْنُه ** فيه كما عَسَل الطريقَ الثَّعْلَبُ

. اهـ.

.قال الخازن:

{لأقعدن لهم صراطك المستقيم}
وقيل: هي باء القسم تقديره فبإغوائك إياي وقيل معناه فيما أوقعت في قلبي الغي الذي كان سبب هبوطي إلى الأرض من السماء وأضللتني عن الهدى لأقعدن لهم صراطك المستقيم يعني لأجلسن على طريقك القويم وهو طريق الإسلام.
وقيل المراد بالصراط المستقيم الطريق الذي يسلكونه إلى الجنة وذلك بأن أوسوس إليهم وأزين لهم الباطل وما يكسبهم المآثم.
وقيل: المراد بالصراط المستقيم هنا طريق مكة يعني يمنعهم من الهجرة.
وقيل: المراد به الحج.
والقول الأول أولى لأنه يعم الجميع ومعنى لأردنَّ بني آدم عن عبادتك وطاعتك ولأغوينهم ولأضلنَّهُم كما أضللتني.
عن سبرة بن أبي الفاكه قال: سمعت رسول الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقة قعد له في طريق الإسلام فقال تسلم وتذر دين آبائك وآباء آبائك فعصاه وأسلم، وقعد له بطريق الهجر فقال تهاجر وتذر أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاة فهاجر وقعد له بطريق الجهاد فقال تجاهد فهو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد قال فمن فعل ذلك كان حقًا على الله أن يدخله الجنة وإن غرق كان حقًا على الهل أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقًا على الله أن يدخله الجنة» أخرجه النسائي، وقوله تعالى إخبارًا عن إبليس. اهـ.

.قال أبو حيان:

{قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم}
الظاهر أن الباء للقسم وما مصدرية ولذلك تلقيت الالية بقوله: {لأقعدن}، قال الزمخشري وإنما أقسم بالإغواء لأنّه كان تكليفًا من أحسن أفعال الله لكونه تعريضًا لسعادة الأبد، فكان جديرًا أن يقسم به انتهى، وقيل: الباء للسبب أي بسبب إغوائك إياي وعبر ابن عطية عنها بأن يراد بها معنى المجازاة قال: كما تقول فبإكرامك لي يا زيد لأكرمنك قال وهذا أليق بالقصة، قال الزمخشري، فإن قلت: بم تعلقت الباء فإن تعليقها بلأقعدن تصد عنه لام القسم لا تقول والله بزيد لأمرن قلت: تعلقت بفعل القسم المحذوف تقديره {فبما أغويتني} أقسم بالله: {لأقعدن} أي بسبب إغوائك أقسم انتهى، وما ذكره من أن اللام تصدّ عن تعلّق الباء بلأقعدن ليس حكمًا مجمعًا عليه بل في ذلك خلاف، وقيل: ما استفهامية كأنه استفهم عن السبب الذي أغواه وقال بأي شيء أغويتني ثم ابتدأه مقسمًا فقال: لأقعدنّ لهم وضعف بإثبات الألف في ما الاستفهامية، وذلك شاذّ أو ضرورة نحو قولهم عما تسأل فهذا شاذّ والضرورة كقوله:
على ما قام يشتمني لئيم

ومعنى {أغويتني} أضللتني قاله ابن عباس والأكثرون أو لعنتني قاله الحسن أو أهلكتني قاله ابن الأنباري، أو خيبتني قاله بعضهم، وقيل: ألقيتني غاويًا، وقيل: سميتني غاويًا لتكبّري عن السجود لمن أنا خير منه، وقيل: جعلتني في الغيّ وهو العذاب، وقيل: قضيت على من الأفعال الذّميمة، وقيل: أدخلت على داء الكبر، وقال الزمخشري: فبسبب إغوائك إياي لأقعدن لهم وهو تكليفه إياه ما وقع به في الغيّ كما ثبتت الملائكة مع كونهم أفضل منه ومن آدم نفسًا ومناصب وعن الأصم أمرتني بالسجود فحملني الأنف على معصيتك والمعنى فبسبب وقوعي في الغيّ لأجتهدن في إغوائهم حتى يفسدوا بسببي كما فسدت بسببهم انتهى، وهو والأصمّ فسّرا على مذهب الاعتزال في نفي نسبة الإغواء حقيقة وهو الإضلال إلى الله وكذلك من فسر {أغويتني} معنى ألفيتني غاويًا وهو فرار من ذلك وقوله في الملائكة إنهم أفضل من آدم نفسًا ومناصب هو مذهب المعتزلة، وقال محمد بن كعب القرظي: قاتل الله القدريّة لإبليس أعلم بالله منهم يريد في أنه علم أن الله يهدي ويضلّ وجاء رجل من كبار الفقهاء يرمي بالقدر فجلس إلى طاووس في المسجد الحرام فقال له طاووس: تقوم أو تقام فقام الرّجل فقيل له: أتقول هذا الرجل فقيه، فقال: إبليس أفقه منه قال: ربّ بما أغويتني، وهذا يقول أنا أغوي نفسي وجعل الزمخشري هذه الحكاية من تكاذيب المجبرة وذكرها ثم قال كلامًا قبيحًا يوقف عليه في كتابه وعبر بالقعود عن الثبوت في المكان والثابت فيه قالوا: وانتصب {صراطك} على إسقاط على قاله الزجاج، وشبه بقول العرب ضرب زيد الظهر والبطن أي على الظهر والبطن وإسقاط حرف الجرّ لا ينقاس في مثل هذا لا يقال قعدت الخشبة تريد قعدت على الخشبة قالوا أو على الظرف كما قال الشّاعر فيه:
كما عسل الطريق الثعلب

وهذا أيضًا تخريج فيه ضعف لأنّ {صراطك} ظرف مكان مختص وكذلك الطريق فلا يتعدّى إليه الفعل إلا بواسطة في، وما جاء خلاف ذلك شاذّ أو ضرورة وعلى الضرورة أنشدوا:
كما عسل الطريق الثعلب

وما ذهب إليه أبو الحسين بن الطّراوة من أنّ الصراط والطريق الطرف مبهم لا مختص ردّه عليه أهل العربية، والأولى أن يُضمّن {لأقعدنّ} معنى ما يتعدّى بنفسه فينتصب الصّراط على أنه مفعول به والتقدير لألزمنّ بقعودي صراطك المستقيم وهذا الصّراط هو دين الإسلام وهو الموصل إلى الجنة، ويضعف ما روي عن ابن مسعود وعون بن عبد الله أنه طريق مكة خصوصًا على العقبة المعروفة بعقبة الشيطان يضلّ الناس عن الحج ومعنى قعوده أنه يعترض لهم على طريق الإسلام كما يعترض العدو على الطريق ليقطعه على السابلة وفي الحديث «أن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه نهاه عن الإسلام وقال أتترك دين آبائك فعصاه وأسلم فنهاه عن الهجرة، وقال: تدع أهلك وبلدك فعصاه فهاجر فنهاه عن الجهاد وقال: تقتل وتترك ولدك فعصاه فجاهد فله الجنة». اهـ.

.قال أبو السعود:

{قَالَ} استئنافٌ كأمثاله {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى} الباءُ للقسم كما في قوله تعالى: {فَبِعِزَّتِكَ لاَغْوِيَنَّهُمْ} فإن إغواءَه تعالى إياه أثرٌ من آثار قُدرتِه عز وجل وحُكمٌ من أحكام سلطانِه تعالى، فمآلُ الإقسامِ بهما واحدٌ، فلعل اللعينَ أقسم بهما جميعًا فحكى تارةً قسَمَه بأحدهما وأخرى بالآخر، والفاءُ لترتيب مضمونِ الجملةِ على الإنظار، وما مصدريةٌ أي فأقسم بإغوائك إياي {لاقْعُدَنَّ لَهُمْ} أو للسببية على أن الباءَ متعلقةٌ بفعل القسمِ المحذوفِ لا بقوله: {لاقْعُدَنَّ لَهُمْ} كما في الوجه الأول، فإن اللام تصُدّ عن ذلك أي فبسبب إغوائِك إياي لأجلهم أُقسم بعزتك لأقعُدّن لآدمَ وذرِّيتِه ترصّدًا بهم كما يقعُد القُطّاع للقطع على السابلة {صراطك المستقيم} الموصِلَ إلى الجنة وهو دينُ الإسلام، فالقعودُ مجازٌ متفرِّعٌ على الكناية، وانتصابُه على الظرفية كما في قوله:
كما عَسَلَ الطريقَ الثعلبُ

وقيل: على نزع الجارِّ تقديرُه على صراطك كقولك: ضرب زيد الظهرَ والبطنَ. اهـ.

.قال الألوسي:

{قَالَ} استئناف كنظائره {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى} الفاء لترتيب مضمون الجملة التي بعد على الإنظار، والباء إما للقسم أو للسببية، وما على التقديرين مصدرية، والجار والمجرور متعلق بأقسم؛ وقيل: إنه على تقدير السببية متعلق بما بعد اللام، وفيه أن لها الصدر على الصحيح فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وجوز بعضهم كون ما استفهامية لم يحذف ألفها وأن الجار متعلق بأغويتني ولا يخفى ضعفه.
والإغواء خلق الغي وأصل الغي الفساد ومنه غوى الفصيل وغوى إذا بشم وفسدت معدته، وجاء بمعنى الجهل من اعتقاد فاسد كما في قوله سبحانه: {مَا ضَلَّ صاحبكم وَمَا غوى} [النجم: 2] وبمعنى الخيبة كما في قوله:
فمن يلق خيرًا يحمد الناس أمره ** ومن يغو لا يعدم على الغي لائمًا

ومنه قوله تعالى: {وعصى ءادَمَ رَبَّهُ فغوى} [طه: 121] واستعمل بمعنى العذاب مجازًا بعلاقة السببية ومنه قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَلْقُونَ غَيًّا} [مريم: 59].
ولا مانع عند أهل السنة أن يراد بالإغواء هنا خلق الغي بمعنى الضلال أي بما أضللتني وهو المروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، ونسبة الإغواء بهذا المعنى إلى الله عز وجل مما يقتضيه عموم قوله سبحانه: {خالق كُلّ شَيْء} [الأنعام: 102] والمعتزلة يأبون نسبة مثل ذلك إليه سبحانه وقالوا في هذا تارة: إنه قول الشيطان فليس بحجة، وأولوه أخرى بأن الإغواء النسبة إلى الغي كأكفره إذا نسبه إلى الكفر أو إنه بمعنى إحداث سبب الغي وإيقاعه وهو الأمر بالسجود.
وقال بعضهم: إن الغي هنا بمعنى الخيبة أي بما خيبته من رحمتك أو الهلاك أي بما أهلكته بلعنك إياه وطردك له، والذي دعاهم إلى هذا كله عدم قولهم بأن الله تعالى خالق كل شيء وأنه سبحان لا خالق غيره ولم يكفهم ذلك حتى طعنوا بأهل السنة القائلين بذلك.
وما الظن بطائفة ترضى لنفسها من خفايا الشرك بما لم يسبق به إبليس عليه اللعنة نعوذ بالله سبحانه وتعالى من التعرض لسخطه.
نعم الإغواء بمعنى الترغيب بما فيه الغواية والأمر به كما هو مراد اللعين من قوله: {لاَغْوِيَنَّهُمْ} [ص: 82] مما لا يجوز من الله تعالى شأنه كما لا يخفى، ثم إن كانت الباء للقسم يكون المقسم به صفة من صفات الأفعال وهو مما يقسم به في العرف وإن لم تجر الفقهاء به أحكام اليمين.
ولعل القسم وقع من اللعين بهما جميعًا فحكى تارة قسمه بأحدهما وأخرى بالآخر، وإن كانت سببية فالقسم بالعزة أي فبسبب إغوائك إياي لأجلهم أقسم بعزتك.
{لاقْعُدَنَّ لَهُمْ} أي لآدم عليه السلام وذريته ترصدًا بهم كما يقعد القطاع للسابلة {صراطك المستقيم} الموصل إلى الجنة وهو الحق الذي فيه رضاك.
أخرج أحمد والنسائي وابن حبان والطبراني والبيهقي في شعب الإيمان عن سبرة بن الفاكه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الشيطان قعد لابن آدم في طرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال أتسلم وتذر دينك ودين آبائك؟ فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: أتهاجر وتذر أرضك وسمائك وإنما مثل المهاجر كالفرس في طوله؟ فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: هو جهد النفس والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد» ثم قال صلى الله عليه وسلم: «فمن فعل ذلك منهم فمات أو وقصته دابته فمات كان حقًا على الله تعالى أن يدخله الجنة» ولعل الاقتصار منه صلى الله عليه وسلم على هذه المذكورات للاعتناء بشأنها والتنبيه على عظم قدرها لما أن المقام قد اقتضى ذلك لا للحصر.
ونظير ذلك ما روي عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله تعالى عنهما وغيرهما من تفسير الصراط المستقيم بطريق مكة والكلام من باب الكناية أو التمثيل، ونصب {الصراط} إما على أنه مفعول به بتضمين {أقعدن} معنى ألزمن أو على نزع الخافض أي على صراطك كقولك ضرب زيد الظهر والبطن أو على الظرفين وجاء نصب ظرف المكان المختص عليها قليلًا، ومن ذلك في المشهور قوله:
لدن بهز الكف يعسل متنه ** فيه كما عسل الطريق الثعلب

. اهـ.